المجلس الأمني الإسرائيلي يوافق على خطة توسعية في غزة تشمل ترحيل السكان

صادق المجلس الأمني المصغر في إسرائيل، يوم الاثنين، على خطة عسكرية وسياسية جديدة لتوسيع العمليات في قطاع غزة، تتضمن "السيطرة" على الأراضي وتشجيع ما وُصف بـ"الهجرة الطوعية" للسكان، في خطوة تصعيدية تهدد بتعقيد الوضع الإنساني المتدهور أصلاً في القطاع المحاصر.

وأفاد مسؤول سياسي بأن الخطة تشمل "احتلال قطاع غزة والسيطرة على الأراضي ونقل سكان غزة إلى الجنوب حماية لهم"، على حد تعبيره، كما أشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستمر في الترويج لفكرة الهجرة الطوعية التي دعا إليها سابقاً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إشارة إلى نقل السكان إلى دول مجاورة مثل مصر أو الأردن، وفقا لوكالة فرانس برس.

ووافق أعضاء المجلس الأمني المصغر، ومن بينهم نتنياهو وعدد من الوزراء، بالإجماع على الخطة التي تهدف -بحسب المصدر- إلى "تقويض حماس وهزيمتها واستعادة الرهائن"، وتتضمن الخطة "ضربات قوية ضد حماس"، دون الكشف عن طبيعتها أو مدى اتساعها.

تجنيد واستعدادات عسكرية

بالتزامن مع اعتماد الخطة، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، عن استدعاء "عشرات الآلاف" من جنود الاحتياط تمهيداً لتوسيع الحرب في غزة، بحسب ما صرح به رئيس الأركان إيال زامير، في مؤشر على استعداد ميداني لمرحلة عسكرية جديدة.

ورغم التصعيد، وافق المجلس أيضاً على "إمكان توزيع المساعدات الإنسانية" في القطاع، الذي يخضع لحصار إسرائيلي خانق منذ 18 مارس، تسبّب في تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، وتؤكد إسرائيل أن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين.

حصيلة ثقيلة للحرب

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023، إثر هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1218 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق أرقام رسمية ومن بين 251 شخصاً اختُطفوا يوم الهجوم، لا يزال 58 رهينة محتجزين في غزة، من بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي مصرعهم.

وردّت إسرائيل بهجوم جوي وبري واسع، أسفر حتى الآن عن استشهاد 52,535 شخصاً على الأقل في غزة، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام صادرة عن وزارة الصحة في غزة، تعدها الأمم المتحدة موثوقة، وقد ألحق العدوان دماراً هائلاً بالبنية التحتية، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة يعيشها سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونَي نسمة.